Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈عشش الطيور〉

فأما الطير الذى يسمى باليونانية كتا κιττα فهو يصوت أصواتاً كثيرة مختلفة، وفى كل يوم يبدل صوتاً. والأنثى تبيض تسع بيضات. وهذا الطير يعشش على الشجر ويهيىء عشه من شعر وصوف. وإذا علم أن البلوط يفنى، يكنز منه ما يكتفى به.

فأما ما يذكر عن الغرانيق 〈من〉 أن فراخها إذا قويت تتعاهد الآباء والأمهات بالطعم وغير ذلك — فمشكوك فيه. وقد زعم بعض أن فرخ الطير الذى يسمى باليونانية ماروپس μεροπασ يتعاهد الآباء والأمهات بالطعم وغير ذلك، ليس إذا كبرت فقط، بل إذا قويت وشبت تفعل ذلك من ساعتها.

[٢٣٦] فأما الآباء والأمهات فإنها تبقى داخلاً فى أعشها ولا تخرج. ومنظر هذا الطير معروف، لأن أسفل ريشه تبنى، وأعلاه إلى السواد ما هو، مثل لون الطير الذى يسمى باليونانية القوون αλκυων وطرف جناحيه أحمر اللون. والأنثى تبيض ست بيضات أو سبع بيضات، وفى أوان الفاكهة فى الأودية اللينة التراب. وهو يدخل فى الثقب الذى يعشش فيه قدر أربع أذرع.

فأما الطير الذى يسمى باليونانية خلوريس Χλωρισ فإن لون أسفل ريشه تبنى. وهو فى العظم مثل الذى يسمى قورودس κορυδοσ. والأنثى تبيض أربع أو خمس بيضات، وتهيىء عشها من العشب الذى يسمى سمفوطوس συμΦυτοσ ويقتلع العشبة بأصولها، ويفرش العش بشعر وصوف. ومثل هذا الفعل يفعل الذى يسمى قوتوفوس κοττυΦσσ والذى يسمى قتا κιττα — أعنى: يفرشان عشهما بشعر وصوف. فأما الطير الذى يسمى باليونانية اقنثوليدس ακανθυλσιδοσ فهو يهيىء عشه بهيئة محكمة جداً بأن يكون مركباً متشبكاً مثل كرة معمولة من كتان، ومدخل العش صغير جداً.

وقد زعم بعض الناس أن 〈ثم طائراً يدعى باليونانية كنامومون κινναμωμον وأن〉 هذا الطير يجلب الدار صينى من موضعه ويفرش به عشه. وهو يعشش فى الشجر العالى جداً وفى أعرق الشجر الذى لا ينال. ولكن أهل البلدة يعلقون على السهام رصاصاً، ويرمون أعشتها ويلقونها ويجمعون منها الدار صينى.