Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: In Hippocratis Epidemiarum librum I (On Hippocrates' Epidemics I)

‌تتزيّد صلاحاً وتنضج من بعد البحران الذي كان في اليوم الخامس. وممّا يدلّك على ذلك أنّه لمّا وصف حال «البول» في السادس، قال «إنّه كان رقيقاً» فقط، ولم يقل، كما قال قبل، «إنّه كان غير حسن اللون». فينبغي أن تحفظ هذا إذ كان ممّا ينتفع به. وتحفظ أيضاً من أمر اليوم الخامس أنّه يكون فيه بحران ذو خطر. وممّا يصحّح ذلك عندك أنّه قد ذكر قبل مريضاً آخر أتاه البحران في الخامس برعاف، وذكر في هذه «المرأة» التي كلامنا فيها أنّه أتاها «البحران» في الخامس «بعرق»، على أنّ مرضهما جميعاً لم يكن ينضج في ذلك اليوم بعد، ولذلك لم يكن البحران تامّاً.

قصّة ماليديا:

قال أبقراط: ماليديا المريضة التي كانت عند هيكل إيرا ابتدأ بها وجع شديد في رأسها ورقبتها وصدرها، وأخذتها على المكان حمّى حادّة، وبدا من الطمث شيء يسير، فكانت أوجاع تلك المواضع كلّها دائمة. فلمّا كان في السادس أصابها سبات وكرب واقشعرار وحمرة في الوجنتين، واختلط عقلها قليلاً. فلمّا كان في السابع عرقت، وأقلعت عنها الحمّى ولم تزل ساكنة عنها والأوجاع باقية بها، ثمّ عاودتها الحمّى، وكان نومها يسيراً. وكان بولها في مرضها كلّه حسن اللون، إلّا أنّه كان رقيقاً، وكان برازها رقيقاً من جنس المرار لذّاعاً. ثمّ ظهر في بولها ثفل راسب أبيض أملس. وعرقت، وتمّ لها البحران في الحادي عشر.

قال جالينوس: إنّ أبقراط لم يصف في اقتصاصه أمر هذه المرأة حال بولها في أوّل اقتصاصه، ثمّ إنّه قال في آخر اقتصاصه: «إنّ بولها كان في مرضها كلّها حسن اللون، إلّا أنّه كان رقيقاً». وليس يمكن أن يكون «الرقيق» الصحيح من «حسن اللون» على الحال الطبيعيّة، لأنّ البول «الحسن اللون» هو البول الذي معه من اللون الأصفر «الرقيق» مقدار معتدل، والبول الذي هو في غاية الرقّة أبيض. وإنّما ينبغي أن يفهم أنّه كان مع بول هذه المرأة من «حسن اللون مع الرقّة» هذا هو معنى قوله «وكان بولها في مرضها كلّه حسن اللون، إلّا أنّه كان رقيقاً».

وقد ظهر لك أيضاً من أمر هذه المرأة أنّها تخلّصت بفضل قوّة كانت في طبيعتها.