
De Anima (On the Soul)
Badawī 1954
الأرض. ولا يمكن شيئاً من الحواس الكون دون حس اللمس، وليس هذا الحس للأرض ولا لشىء من سائر الاسطقسات.
وقد استبان أن الحيوان إذا عدم هذا الحس مات. وليس يمكن شيئاً من الأشياء اتخاذ هذا الحس إلا أن يكون حيواناً. ولا يمكن الحيوان أن يكون له حس آخر بغير هذا الحس. ولذلك لم تكن سائر المحسوسة، وإن أفرطت، بمفسدة للحيوان كاللون والقرع والرائحة، ما خلا إفساد الحواس وحدها (إلا أن يعرض عارض فيكون مع القرع دفع فتتحرك أشياء اخر مع الرائحة واللون فيفسد اللمس). والكيموس ، إذا كان مماساً بالعرض، عند ذلك يفسد ويهلك الحيوان فرط جميع ملموسة الحارة والباردة والجاسية. وإذا كان فرط كل محسوس مفسداً حسه المدرك له، ففرط الملموس مفسد اللمس، اللمس الذى يفصل كل ما يحيا: فقد أثبت البرهان أنه لا يمكن الحيوان الحياة بغير حس اللمس. ولذلك صار فرط الملموسة يفسد الحيوان مع فساد الحواس، لأن الحيوان مضطر إلى هذا الحس وحده.
وأما سائر الحواس كالذى قلنا بدءاً، 〈فـ〉ـيصرن فيه من أصل الكون بالتجويد للكون، كقول القائل: إن البصر إنما صار فيه ليكون ناظراً فى الجو وفى الماء وفى كل ذى صفاء؛ وإن المذاق كان فيه من أجل اللذيذ والسمج ليكون دراكاً له بحسه فى حد الطعم، ويشتهى، ويتحرك؛ وإنما كان السمع فيه ليستدل به على سائر الأشياء ذوات القرع؛ وكذلك صار اللسان فيه ليجيب به غيره بالكلام والحديث.
بحمد الله وحسن توفيقه تمت المقالة الثالثة من كتاب أرسطاطاليس «فى النفس» وهى آخر الكتاب. والحمد لله رب العالمين
Work
Title: De Anima
English: On the Soul
Original: Περὶ ψυχῆς
Domains: Psychology, Natural philosophy
Text information
Type: Translation
Translator: anon.
Translated from: Greek
Date: between 800 and 850
Bibliographic information
Publication type: Book
Author/Editor: Badawī, ʿAbd al-Raḥmān
Title: Arisṭūṭālīs fi l-nafs. "al-Ārāʾ al-ṭabīʿīya" al-mansūb ilā Flūṭarḫas. "al-Ḥāss wa-l-maḥsūs" li-Ibn Rušd. "al-Nabāt" al-mansūb ilā Arisṭūṭālīs
Published: 1954
Series: Dirāsāt islāmīya
Volume: 16
Pages: 3-88
Publisher: Maktabat al-nahḍa al-miṣrīya, Cairo
Download
Arist-Ar_009.xml [206 Kb]