Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: De Anatomicis Administrationibus I-IX,5 (On Anatomical Procedures)

ووقوعها يكون على اجرام هناك الى الاستدارة ما هى كانها منحازة فى حيز لها خاص وهى اجزاء من جملة الدماغ وجوهرها جوهر الدماغ بعينه وبعض الناس يسميها من شكلها أفخاذ وبعضهم يسميها البيض من مقاربتها فى الشبه للأنثيين فان الأنثيين ايضا قد يسميان بيضتين وأراد الناس الاكفاء عن الاسم ذلك الوخش والمجرى الذى قلت انه فيما بين البطن الوسط والبطن الخلف يمر فيما بين هذين الفخذين مغطى بطبقة له خاصة جوهرها كجوهر غشاء الدماغ الذى يربط جميع ما فى الدماغ من العروق والشريانات ولذلك قد ينبغى ان تيقظ نفسك وتضع ذهنك عند التماسك كشف هذه الطبقة مما عليها بعد ان تعلم انك إن توانيت فى امرها تفسخت وفوق هذه الطبقة جزء من الدماغ تخطيطه وانحيازه شبيه بشكل دودة من الدود الذى يتولد فى الخشب وبهذا السبب سموا اصحاب التشريح هذا الجرم الذى يغطى المجرى كله شعبةً شبيهةً بالدودة وانت ترى لهذه الشعبة طرفين أحدهما من قدام موضوع بعد الصنوبرة على ما وصفت وطرف آخر من خلف ليس يقع عليه البصر بعد لان على هذا الطرف جميع الجزء الاعلى من جوهر الدماغ الذى فى موخر الراس وهذا الجزء اذا انت اخذت طرفه الموضوع بالقرب من مبداء النخاع فقدمه الى قدام كانك تدحرجه حتى تنظر هناك الى جرم آخر على ما وصفت لك شبيه الدودة واذا انت وجدت هذا ووقفت عليه فارفع واقلع جل ما فوقه من الاجرام اولا فاولا حتى لا يبقى الا الاجزاء التى على المجرى وهى التى لها طرفان من الجانبين شبيهان فى شكلهما بالدود الذى ذكرته وترى ايضا فى ذلك الوقت الاجرام الدقاق التى تربط الشعبة الشبيهة بالدودة من قدام مع اجزاء الدماغ المضامة للفخذين من الجانبين وبعض اصحاب التشريح يسمى هذه الرباطات أوتارا فاذا بلغ التشريح هذا الحد فخذ أحد طرفى الشعبة الشبيهة بالدودة مرة هذا ومرة ذلك وحرك جملة ذلك الجرم مرة الى قدام ومرة الى خلف اعنى بجملة الجرم الشعبة التى قلت قبل انها موضوعة على المجرى وأن لها من كل واحد من الجانبين طرف شبيه بالدودة واذا حركته فتفطن اليه وانظر كيف اذا هو ذهب الى قدام عرض من ذلك أن ينكشف البطن الذى من الخلف وهو البطن الرابع اذا هو ذهب الى الناحية المخالفة لهذه يغطى واستتر به جل البطن ولم يبق منه شى يقع عليه البصر الا الجزء وحده الذى شبهه ايروفيلس بالموضع المبرى من القلم الذى يكتب به ولعمرى انه حقا ليشبهه به وذلك ان فى وسطه تقوير شبيه بالقطع وعن جنبتيه لا يزال كل واحد من جانبيه يرتفع الى فوق حتى يصير من الارتفاع الى مقدار ارتفاع جانبى الطرف المبرى من القصبة عن الخط الذاهب فى وسطه واكثر ما ترى الاقلام التى يكتب بها بهذه البراة بإسكندرية حيث كان ايروفيلس يأوى فى الوقت الذى كان يعالج فيه التشريح وعسى ان يكون انما دعاه الى تسمية هذا الجزء بهذا الاسم ما راه من مشابهته ومشاكلته لمثال مرآة تلك الاقلام