Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈غذاء الغنم والماعز〉

فأما الغنم والمعزى فهى تعتلف العشب والحشيش. والغنم يرابط ويثبت فى الموضع الذى يجد فيه الرعى. فأما المعزى فهى تنتقل من مكان إلى ماكن، وليس ترعى إلا من أطراف الشجر والعشب. والغنم تسمن خاصة من الشرب، ولذلك تطعم الملح، فى كل خمسة أيام إذا كان صيفاً؛ والرعاة تطعم مائة من الغنم مداً من الملح، ويكون قطيع الغنم بهذا التدبير سليماً صحيحاً مخصباً. ولذلك يلقى الرعاة الملح فى كثير من أعلافها، أعنى فى التبن وغير ذلك. فإن الغنم إذا اعتلفت من ذلك العلف وعطشت، تشرب شرباً أكثر. وإذا كان الخريف يملح الرعاة القرع ويعلفون الغنم، لأنه يدر ويكثر اللبن أيضاً. وإذا تحركت الغنم فى أنصاف النهار، تشرب شرباً أكثر، ولا سيما إذا كان عند الرواح. وإذا وضعت إناث الغنم وأطعمت الملح، يكون ضرعها أكبر. والغنم يسمن من العدس ومن التبن أيما كان. وأكثر ما يسمنها نضح الملح على ما تعتلف. وإن أجاع أحد الغنم ثلاثة أيام وثلاثة ليال ثم استفها من العلف، سمنت عاجلاً. وفى الخريف شرب الماء الذى تصيبه ريح الشمال أوفق من الماء الذى تصيبه ريح الجنوب. والرعى عند المساء أوفق لها من سائر الأوقات. وهى تهزل من التعب والطريق.

وأما الرعاة فإنهم يعرفون القوى والضعيف من الغنم فى أوان الشتاء من قبل أن الثلج والجليد يبقى على ما كان منها قوياً؛ فأما الضعيف منها فإنه يتحرك وينتفض ويلقى عن ظهره الثلج والجليد، لحال ضعفه.

وكل لحم ذوات الأربع الأرجل ردىء إذا كان مأواه ورعيته فى أماكن منقع المياه ملتفة الشجر. وإذا كان مرعاها فى مواضع جبلية مشرقية، فلحمها أطيب وألذ.

وما كان من الغنم عريض الإلية يحتمل الشتاء الشديد أكثر من الطويل الإلية. والغنم الكثيرة الصوف تحتمل شدة الشتاء أكثر من القلية [١٩٣] الصوف. والجعدة الصوف منها قليلة الاحتمال للشتاء. والخنازير أصح أجساداً من المعزى. وأجساد المعزى أقوى من الغنم.

وفرو الغنم 〈التى〉 أكلت من الذئاب وصوفها، و〈كذلك〉 الثياب التى تعمل منه يولد قملاً كثيراً، أكثر من الثياب التى تعمل من صوف الغنم التى لم تتناول 〈الذئاب〉 منها شيئاً.