Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Galen: Ars Medica (The Art of Medicine)

وأمّا الاتّصال، فإذا تفرّق، فالغرض من مداواته هو الاتّصال. وليس يمكن أن يكون ذلك في الأعضاء الآليّة. فأمّا في الأعضاء المتشابهة الأجزاء، فليس هو ممكن دائماً، لكنّه ممكن في بعضها.

مثال ذلك: أنّ هذا إذا عرض في الأعضاء اللحميّة، كان شفاء هذا المرض الالتزاق. ولا فرق بين أن أقول: الالتزاق، والالتحام. وقبل الالتحام، إذا كانت الجراحة عظيمة، وجميع الأجزاء التي قد تفرّقت. وذلك من جنس تسوية الخلقة. وكيما تنبت تلك الأجزاء على الاجتماع. فقد يحتاج إلى الرباط الذي يجمع الأجزاء المتفرّقة، والرفائد المتضاعفة التي شكلها، ووضعها يوجب ذلك، والخياطة.

والطبيعة هي التي تلزق الأجزاء التي تفرّقت، وتردّها إلى ما كانت عليه من الاتّصال. فأمّا العمل الذي يعمله الطبيب فمنه أن يجمع، كما قلت، الأجزاء التي تفرّقت، ويضمّ بعضها إلى بعض، ومنه أن يحفظها على اجتماعها. والثالث أن يحترز ألّا يقع بين شفتي الجراحة شيء. والرابع: أن يحفظ جوهر العضو على صحّته.

وقد بيّنت كيف يفعل الفعل الأوّل، والثاني. وأمّا الفعل الثالث فإنّه يفعل إمّا في الوقت الذي تجمع فيه الأجزاء المتفرّقة، إذا لم يترك أن يقع بينهما شيء من خارج. وذلك أنّه كثيراً ما يقع فيما بين الأجزاء المتفرّقة التي يريد أن يلحمها: الشعر، أو الدهن، أو غير ذلك من الرطوبات فتمتع تلك الأجزاء من أن تتّصل.

وأمّا فيما بعد فالتحفّظ بهذا الغرض الثالث يكون إذا احتيل للجراحة من أن يكون ما يجتمع فيها يجري من أسفل وينبغي أن يكون إمّا بالزيادة في فتح فم القرحة حتّى يتّسع، أو بأنّ للقرحة فماً آخر من أسفل، وبالشكل الموافق لذلك.

وأمّا جوهر العضو فيحفظ على صحّته بالأدوية التي تجفّف تجفيفاً معتدلاً.

فهذا هو علاج تفرّق الاتّصال إذا كان في عضو لحميّ، ثمّ كان وحده ليس معه غيره.

فإن تركّب مع مرض آخر، كانت الأعراض التي تدلّك على علاجه أكثر.

وسنذكرها فيما بعد عند ذكرنا الأمراض المركّبة.

وأمّا الآن فنقبل على سائر أصناف تفرّق الاتّصال، فنقول: