Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈ولاد أسماك المياه العذبة〉

فأما السمك النهرى والنقائعى، فإنه يحمل بيضاً إذا كان ابن ستة أشهر أكثر ذلك، وهو يبيض بيضاً مرةً [١٥٧] فى السنة، كما يبيض السمك البحرى، وليس فيها صنف يبيض بمرة واحدة، ولا الذكورة تلقى زرعها بمرة واحدة، بل يوجد بيض فى أجواف الإناث فى كل أوان، إما أكثر وإما أقل. ويوجد فى جوف الذكورة زرع أيضاً. والسمك النهرى والنقائعى يبيض البيض فى حينه الذى ينبغى، وصنف السمك الذى يسمى باليونانية قوپرينوس κυπρινοσ يبيض خمساً أو ست مرات — وهو يبيض خاصةً فى أوقات مطالع النجوم؛ فأما الصنف الذى يسمى باليونانية خلقيس Χαλκισ فهو يبيض ثلاث مرات، وجميع سائر أجناس السمك يبيض مرةً فى السنة. وهو يبيض عند شاطىء النهر، وحيث يكون قصب نابت، مثل الصنف الذى يسمى باليونانية فوقسينوى Φοξινοι 〈والعصى τερκαι〉. فأما الصنف الذى يسمى باليونانية غلانيس γλανεισ وپرقى περκαι فإنه يبيض بيضاً متتابعاً، مثل الصنف الذى يسمى الضفدع؛ والبيض الذى فى الأماكن التى وصفنا كثير مثل بيض پرقى περκαι، ولذلك يجمع الصيادون السمك الصغار من أصول القصب. فأما ما كبر من صنف السمك الذى يسمى باليونانية غلانيس γλανεισ فهو يبيض بيضه فى المياه العميقة؛ وربما باض فى أماكن يكون عمق مائها قدر باع. فأما ما كان من أصناف السمك أصغر جسماً من الأصناف التى ذكرنا فهو يبيض عند أصول الخلاف أو غيره من الشجر، وربما باض فى أصول القصب، وربما فعل ذلك فيما بين الطحلب. ويوجد لازماً بعضه بعضاً مشتبكاً، وربما كانت السمكة الكبيرة مشتبكة لازمة للصغيرة. وسبل آلة سفادها بعضها قبالة بعض، وهى الأماكن التى يسميها بعض الناس 〈«سرةً»〉، أعنى المكان الذى يلقى منه الذكر الزرع والأنثى تبيض البيض، وجميع البيض الذى يخالط زرع الذكر يظهر من ساعته أكثر بياض لون ويكون من يومه أكبر بقدر قول القائل ثم بعد ذلك بزمان يسير تستبين عينا السمك، لأن العيون تستبين فى سائر أصناف الحيوان وتظهر كباراً. وجميع البيض الذى لا يمسه زرع الذكورة بعد أن يباض يبقى فاسداً لا يخلق منه سمك. وكذلك [١٥٨] يعرض لبيض سمك البحر. وإذا شب السمك الصغير، ينقشر منه قشر، وهو الصفاق المحدق بالبيضة وبالسمكة الصغيرة. وإذا خالط زرع الذكورة البيض الذى يباض يصير ما يأوى منه عند أصول الشجر وحيث يلد لزجاً جداً. وإذا باضت الأنثى بيضاً كبيراً فى موضع من المواضع، يكون هناك الذكر مقيماً يحفظ البيض. فأما الأنثى فإنها إذا باضت ينصرف ويدع البيض. وبيض السمك الذى يسمى باليونانية غلانيس γλανισ بطىء النشوء والتنشئة؛ ولذلك يرابطها ويحفظها الذكر، وربما فعل ذلك أربعين أو خمسين يوماً، تؤكل السميكات من السمك الذى يليه. وبيض صنف السمك الذى يسمى باليونانية قوپرينوس κυπρινοσ بطىء النشوء والتنشئة أيضاً. فأما بيض أصناف السمك الصغير فهو يشب عاجلاً، وربما ظهرت منه سميكات صغار لتمام ثلاثة أيام. وجيمع البيض الذى يصيبه زرع الذكورة يشب فينشأ من يومه؛ وبعد ذلك قليلاً. وبيض الصنف الذى يسمى باليونانية غلانيس γλανισ يكون مثل حب كرسنة. فأما بيض الذى يسمى قوپرينوس وأمثاله فيكون مثل حب الدخن.

فالأصناف التى وصفنا تبيض البيض وتعاهده، كما ذكرنا. فأما صنف السمك الذى يسمى باليونانية خلقيس Χαλκισ فهو يبيض فى أعماق المياه ويبيض بيضه كله معاً، ويسمى 〈قطيعى αγελαια〉 لأنه يعوم فى الماء مثل قطيع غنم؛ فأما الصنف الذى يسمى باليونانية تيلون τιλων فإنه يبيض فى الشط حيث لا تهب ريح شديدة؛ وهو أيضاً قطيعى. فأما الصنف الذى يسمى قوپرينوس κυπρινοσ والصنف الذى يسمى باليونانية باليروس βαλεροσ والأصناف التى تشبه هذين الصنفين فهى تتزاحم وتدفع البيض إلى ناحية النقائع؛ ومراراً شتى تتبع ذكورة كثيرة — ثلاثة عشر أو أربعة عشر — أنثى واحدةً. فإذا باضت الأنثى بيضها وانصرفت، تتبع الذكورة البيض وتنضح عليه الزرع. وكثير من البيض يهلك من أجل أن الأنثى إذا باضت انصرفت، وافترق وتبدد البيض، وخاصة ما يذهب به مسيل الماء، ولا يقع فى مكان فيه عشب أو حجارة. ولم يظهر شىء [١٥٩] من أصناف السمك يحفظ بيضه ما خلا الصنف المسمى غلانيس والصنف الذى يسمى قوپرينوس فإنه يفعل ذلك إن أصاب بيضاً كثيراً مجتمعاً فى مكان واحد. ولجميع ذكورة السمك زرع، ما خلا الانكليس εγΧελυοσ فإنه لا يوجد فى أجواف إناث الانكليس بيض، ولا فى أجواف الذكورة زرع. وصنف السمك الذى يسمى قاسطريس κεστρεισ يصعد من البحر ويصير إلى النقائع والأنهار؛ فأما الانكليس فهو يفعل خلاف ذلك، لأنه يصير من الأنهار والنقائع إلى البحر.