![Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies](/fileadmin/n4m01/images/print_logo.gif)
K. al-Fihrist (The Catalogue)
Flügel 1871
بالمحاربة اختلط من اجزاء النور الخمسة باجزاء الظلمة الخمسة فخالط الدخان النسيم فمنها
هذا النسيم ممزوج فما فيه من اللذة والترويح عن الانفس وحياة الحيوان فمن النسيم وما
فيه من الهلاك والاذاء فمن الدخان وخالط الحريق النار فمنها هذه النار فما فيها من
الاحراق والهلاك والفساد فمن الحريق وما فيها من الاضاءة والانارة فمن النار وخالط النور
الظلمة فمنها هذه الاجسام الكثيفة مثل الذهب والفضة واشابه ذلك فما فيها من الصفاء
والحسن والنظافة والمنفعة فمن النور وما فيها من الدرن والكدر والغلظ والقساوة فمن الظلمة
وخالط السموم الريح فمنها هذه الريح فما فيها من المنفعة واللذة فمن الريح وما فهيا من
الكرب والتعوير والضرر فمن السموم وخالط الضباب الماء فمنها هذا الماء فما فيه من الصفاء
والعذوبة والملائمة للانفس فمن الماء وما فيه من التغريق والتخنيق والاهلاك والثقل والفساد
فمن الضباب قال مانى فلما اختلط الاجناس الخمسة الظلمية بالاجناس الخمسة النورية
نزل الانسان القديم الى غور العمق فقطع اصول الاجناس الظلمية لئلا تزيد ثم انصرف صاعدا
الى موضعه فى الناحية الحربية قال ثم امر بعض الملائكة باجتذاب ذلك المزاج الى جانب من
ارض الظلمة يلى ارض النور فعلقوهم بالعلو ثم اقام ملكا اخر فدفع اليه تلك الاجزاء الممتزجة
قال مانى وامر ملك عالم النور بعض ملائكته بخلق هذا العالم وبنائه من تلك الاجزاء
الممتزجة لتخلص تلك الاجزاء النورية من الاجزاء الظلمية فبنى عشر سموات وثمانى ارضين
ووكل ملكا يحمل السماوات وآخر يرفع الارضين وجعل لكل سماء ابوابا اثنى عشر بدهاليزها
عظاما واسعة كل واحد من الابواب بازاء صاحبه وقبالته على كل واحد من الدهاليز
مصراعين وجعل فى تلك الدهاليز فى كل باب من ابوابها ست عتبات وفى كل واحدة من
العتبات ثلثين سكة وفى كل سكة اثنى عشر صفا وجعل العتبات والسكك والصوف من
اعاليها فى علو السموات قال ووصل الجو باسفل الارضين على السموات وجعل حول هذا
العالم خندقا ليطرح فيه الظلام الذى يستصفى من النور وجعل خلف ذلك الخندق سورا
لكى لا يذهب شىء من تلك الظلمة المفردة عن النور قال مانى ثم خلق الشمس والقمر
لاستصفاء ما فى العالم من النور فالشمس يستصفى النور الذى اختلط بشياطين الحر والقمر
يستصفى النور الذى اختلط بشياطين البرد فى عمود السبح يتصاعد ذلك مع ما يرتفع من
التسابيح والتقاديس والكلام الطيب واعمال البر قال فيدفع ذلك الى الشمس ثم ان الشمس
تدفع ذلك الى نور فوقها فى عالم التسبيح فيسير فى ذلك العالم الى النور الاعلى الخالص فلا
يزال ذلك من فعلها حتى يبقى من النور شىء منعقد لا تقدر الشمس والقمر على استصفائه
فعند ذلك يرتفع الملك الذى كان لحمل الارضين ويدع الملك الاخر اجتذاب السموات فيختلط
الاعلى على الاسفل وتفور نار فتضطرم فى تلك الاشياء فلا تزال مضطرمة حتى يتحلل ما فيها
من النور قال مانى ويكون ذلك الاضطرام مقدار الف سنة واربعمائة وثمان وستين سنة
قال فاذا انقضى هذا التدبير ورأت الهمامة روح الظلمة خلاص النور وارتفاع الملائكة والجنود
والحفظة استكانت ورأت القتال فيزجرها الجنود من حولها فترجع الى قبر قد أعد لها ثم
Work
Title: K. al-Fihrist
English: The Catalogue
Original: كتاب الفهرست
Domains: Astronomy, Logic, Mathematics, Medicine, Natural philosophy, Philosophy
Text information
Type: Secondary
Date: between 987 and 988
Bibliographic information
Publication type: Book
Author/Editor: Flügel, Gustav
Title: Kitâb al-Fihrist
Published: 1871
Volume: 1
Pages: 2-360
Publisher: Verlag von F. C. W. Vogel, Leipzig
Download
bNadim-Ar_001.xml [1.2 Mb]