Digital Corpus for Graeco-Arabic Studies

Aristotle: Historia Animalium (History of Animals)

〈الأعصاب νευρα〉

فأما العصب الذى فى أجساد الحيوان فهو على ما نصف. أما أصلها فهو من القلب لأن فى البطن العظيم من بطون القلب عصباً، وخلقة العرق الذى يسمى أورطى شبيهة بخلقة عصب، لأن أواخرها ليست بمجوفة وهى قوية مثل العروق ولا سيما فى الأماكن التى فيها تلصق بالعظام. ولكن ليست خلقة العصب متصلة متتابعة ملتئمة بأصل واحد مثل العروق، فإن جميع العروق 〈كما يظهر فى تخطيطات الرسامين〉 تظهر فى كل الجسد المهزول جداً، فأما العصب فإنه مفترق فيما يلى المفاصل وانثناء العظام. ولو كان طباع جميع الحيوان متصلاً متتابعاً، لظهر [٦٤] ذلك فى الأجساد المهزولة جداً.

وأعظم أجزاء العصب تكون فى باطن الركبتين 〈أى فى〉 الأجزاء الموافقة لقوة الأجساد، ولا سيما ما يأخذ منه إلى ناحية الظهر ومراجع الكتفين. فأما ما يلى انثناء العظام من العصب فليس يسمى بأسماء خاصة بها، لأن جميع العظام التى يلصق بعضها ببعض، أو يتركب بعضها فى بعض، مربوطة بعصب، وفيما يلى جميع العظام كثرة عصب.

والعصب، من قبل طباعه، ينشق بالطول؛ فأما بالعرض فليس ينشق ألبتة. وهو يمتد امتداداً كثيراً. وحول العصب رطوبة بيضاء مخاطية لزجة ومن تلك الرطوبة يتولد ويتغذى. وينبغى لنا أن نعلم أن العروق تتصل وتلتئم بعد قطعها، فأما العصب فإنه لا يتصل ولا يلتئم بعد قطعه. وليس فى الرأس شىء من العصب، وإنما يمسك عظام الرأس بعضها ببعض من قبل التشعب والخياطة التى فيها — وكثرة العصب تكون فيما يلى اليدين والرجلين والأضلاع ومراجع الأكتاف والعنق والعضدين —. ولجميع الحيوان الدمى عصب. فأما الحيوان الذى ليس له انثناء أعضاء، لأنه ليس له يدان ولا رجلان، فله عصب رقيق ليس ببين: ولذلك لا يستبين العصب فى أجناس السمك، ما خلا العصب الذى يكون فيما يلى الأجنحة (= الزعانف).